3 أكتوبر، 2013

الاديب احمد بن الحسين بن احمد المعروف بأبن الخباز الموصلي (ت 639هـ/1241 م) دراسة في سيرته العلمية

تعد العلوم الدينية واللغوية والأدبية من ابرز العلوم التي ازدهرت في الموصل في فترة الحكم الاتابكي (521–660هـ/1127–1226م) لها, فقلما نجد عالما إلاّ وله معرفة في التفسير والحديث والفقه، فضلا عن براعته في علوم اللغة العربية, وهذا أمر لا جدال فيه لان العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية حالتان متلازمتان لا يمكن الفصل بينهما، فالعالم بالتفسير أو الحديث او الفقه يجب ان يكون عارفا باللغة والنحو,لأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم, وهي اللغة الأم عند العرب المسلمين. ومن الشخصيات التي جمعت ما بين القرآن والفقه واللغة والنحو والأدب والشعر، وأبدعوا في هذه المجالات الأديب شمس الدين أبو العباس احمد بن الحسين بن احمد بن أبي المعالي بن منصور بن علي المعروف بأبن الخباز الاربلي الموصلي الذي ولد بالموصل في اليوم الثاني عشر من شهر جمادي الأولى سنة (589 هـ / 1193 م).وفيما يخص نشأته العلمية وثقافته والعلوم التي برع فيها، ومؤلفاته بما فيها الكتب التي حفظها وشرحها، ثم الوظائف التي تولاها. فقد نشأ أبو العباس محبا للعلم والمعرفة، وصرف همته إلى الانشغال بالعلم، فحفظ أولا القرآن الكريم، وقرأ كتاب (التنبيه في فروع الشافعية) لأبي إسحاق الشيرازي جمال الدين إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي الشافعي الذي ولد سنة (393 هـ/ 1002 م) بشيراز وتفقه بها، وقدم بغداد فأستوطنها ولزم القاضي أبا الطيب إلى أن صار معيده في حلقته، وكان أنظر أهل زمانه وأفصحهم وأورعهم وأكثرهم تواضعا وبشرا وانتهت إليه رئاسة المذهب في الدنيا. وكانت وفاته سنة (476 هـ / 1083 م). أما الشيخ الأخر الذي دَرَسَ عليه أبو العباس كتبا كثيرة في علم النادب والنحو واللغة والعروض والقوافي فهو الشيخ أبو حفص عمر بن احمد بن أبي بكر الضرير النحوي العينسفني الذي ورد الموصل، وحفظ كتاب الله تعالى وطلب العلم، ولازم الشيخ آبا الحرم مكي بن ريان بن شبه الماكسيني النحوي، وبرع فيما قرأ عليه حتى صار اعلم أهل زمانه بالنحو، والعروض، والقوافي واللغة وسائر فنون الأدب، ولما توفي شيخه أبو الحرم قام مقامه واقرأ الناس النحو والأدب وكانت وفاته بالموصل سنة (613 هـ / 1216 م)، وقد برع ابر العباس في العلوم التي دَرَسَها على هذا الشيخ، وبرز فيها على إقرانه، فلما مات شيخه ابو حفص جلس مكانه، وتصدر لإفادة علم الأدب والعربية والقرآن والفرائض والحساب ومعاني الشعر وغير ذلك.وكان لهذا الأديب العديد من المصنفات الأدبية ما بين حفظ وشرح وتأليف فقد حفظ عددا من الكتب في النحو والأدب واللغة والأشعار منها كتاب (الإيضاح) لابن علي حسن بن احمد الفارسي النحوي (ت 377 هـ / 987 م)، وكتاب (المفصل في النحو) لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ / 1143 م)، وكتاب (الكافي في علم العروض والقوافي) لأبي زكريا بن علي بن الخطيب التبريزي (ت 502 هـ / 1108 م). فضلا عن ذلك فقد حفظ من أشعار العرب في الجاهلية والإسلام ما لا يحصى.أما مؤلفاته فقد صنّف كتبا في النحو والعروض منها كتاب (الجوهرة في مخارج الحروف) وهي قصيدة مزدوجة في الرجز، وكتاب (التوحيد) وكتاب (النظم الفريد في شرح التقييد) من شرحه أيضا وكتاب (كفاية الإعراب عن علم الإعراب)، وكذلك شرح كتاب (الالماع في شرح لمع ابن جني) لابن الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي (ت 392 هـ / 1001 م).وفيما يخص الوظيفة التي تولاها في الموصل، فقد شغل الناس من الصباح غالى المساء يدرٍَّسهم علم القرآن واللغة والادب والنحو والشعر والفقه في مسجد بسكة ابي نجيح وهي من الإحياء المشهورة في المدينة، وقد تصدر المجلس وصار شيخ زمانه، وخصص له منشيء المسجد ابو الكرم محمد بن علي بن مهاجر راتبا، ثم انتقل إلى المدرسة البدرية فلم يزل مقيما بها إلى أن توفي في العشر الأول من شهر رجب سنة (639 هـ / 1241 م) وله خمسون سنة.

مشاركة الخبر