4 فبراير، 2013
قطوف من مناهل الكتب ( مكتبة الحكمة في الموصل أنموذجا )
تعد مدينة الموصل من أمهات مدن العراق، والعالم الإسلامي التي حملت ولا زالت إرثاً حضارياً وثقافياً في مختلف نواحي العلم والمعرفة، ومما اشتهرت به هذه المدينة، هو ما تملكه من مكتبات على مر تاريخها الطويل، وما حوته في بطون خزائنها من ذخائر الكتب، وصنوف المخطوطات والوثائق والأوراق الخطية وغيرها، سواء أكانت مكتبات عامة (حكومية أم جامعية)، ومكتبات شخصية لا زالت في حوزة عوائل الموصل الغنية عن التعريف، فضلاً عن المكتبات الأهلية الموجودة في المدينة والتي تتركز في الجانب الأيمن من الموصل، والتي تعد مورداً مهماً لتواصل رواد الثقافة مع الكتب الموجودة في ثنايا هذه المكتبات.ويحاول الباحث من خلال هذه السطور أن يسلط الضوء على مكتبة وان كانت حديثة العهد من حيث التأسيس، إلا أنها ساهمت ولا زالت ترفدنا بالعديد من المصنفات والكتب قديمها وحديثها.مكتبة الحكمة تلك هي مكتبة الحكمة، التي ارتبط تواصلها حتى من خلال موقعها القريب من جامعة الموصل، فضلا عن صاحبها المحب للكتب وهو السيد (علي الحمداني)، وهو رجل مطلع ربطتني به صداقة وتواصل ثقافي امتد منذ افتتاحه لمكتبته في سنة 2004، وهي مكتبة صغيرة الحجم، يجدها القادم إليها في إحدى قيساريات منطقة المجموعة الثقافية، إلا أنها جمعت إلى جانب اسمها (مكتبة الحكمة)، مصنفات وكتب تدل على اسمها، فكانت ولا زالت ملتقى للمثقفين، وليست مجرد مكتبة يقتني منها الباحث والمثقف الموصلي ما يحتاجه من كتب، ففيها تجري الحوارات الثقافية الشيقة عن مدينة الموصل، وتاريخها وحكايات أهلها من التاريخ القريب، بين الحين والآخر، وهي ملتقى لرواد المكتبة من أساتذة أكاديميين ومثقفين وقرّاء يعشقون الكتب.تمتاز هذه المكتبة بأنها تضم مختلف صنوف الكتب الدينية واللغوية والأدبية والتاريخية والعلمية على حد سواء، مع نفائس للكتب تخص تاريخ الموصل ولعل هذا يرجع إلى شخصية صاحبها الذي يعد زيادة على حبه للكتب من الأشخاص الباحثين دوما عن ما هو نادر من الكتب وسعيه الحثيث إلى توفير ما يحتاجه الباحثون من الكتب التي يعد بعضها بحكم المفقود من أسواق الكتب، وقد عرفت صاحب المكتبة شخصا طيباً، خلوقاً، حسن المعاملة للغريب قبل القريب. وبحكم صلتي القريبة به فهو يمتلك إلى جانب مكتبته الأهلية، خزانة كتبه الخاصة التي تعنى بالتراث الموصلي، لحرصه الشديد على الاهتمام بتراث المدينة الثقافي الذي جمعه بين دفتي ما وقع بيديه من مصنفات موصلية نادرة. وفي مكتبته الأهلية الصغيرة نجد مناهل الحكمة بما سطره من أوراق وملصقات على جدران المكتبة تضم حِكماً وأقوالا في مدح الكتاب، فضلا عن كونه قارئاً، محباً للاطلاع على الكتب في مختلف الفنون والمعارف والآداب، فضلا عن امتلاكه لخزين ثقافي في ذاكرته عن مناطق الموصل القديمة يسردها لنا بين الفينة والاخرى في كل حوار وجلسة ولقاء في مكتبة الحكمة.