22 مايو، 2013
اسرة آل الفخري
مؤلف جديد صدر حديثاً للباحث ثامر شاكر محمود البدراني، والكتاب بالاصل رسالة ماجستير قدمت الى قسم التاريخ، كلية الاداب2012. باشراف الاستاذ الدكتور ذنون الطائي ونالت تقدير جيد جداً.. ويقع الكتاب بـ 220 صفحة فضلاً عن قائمة المحتويات.وتعد اسرة آل الفخري احدى ابرز الاسر الموصلية التي لعبت ادواراً مهمة في الحياة الفكرية والدينية والثقافية، من خلال رجالاتها واسهاماتهم في مجال الافتاء والقضاء واغنائهم للمشهد الادبي، وحتى السياسي، فهي اسرة منتجة معرفياً وقديمة في مدينة الموصل، والمتصفح لهذا الكتاب يلحظ دون عناء، عدداً من رجالاتها الاكفاء ونتاجاتهم منذ النصف الثاني للقرن الثامن عشر، اذ تركوا بصمة واضحة في مجالات عملهم، مما يدلل على عمق عطائهم والتزامهم ودأبهم على خدمة ابناء جلدتهم.وفي الحقيقة فقد ضم الكتاب خمسة فصول بعد التمهيد، الاول حمل عنوان: (مهام الافتاء في الموصل واسهامات اسرة آل الفخري فيه منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر) متناولاً فيه خمسة شخصيات حيث شكل المفتون قطاعاً مهماً في الحياة التشريعية الإسلامية الى جانب منصب القضاة.اما الفصل الثاني، فكان عنوانه: (علماء الدين في أسرة آل الفخري منذ القرن التاسع عشر وإسهاماتهم في التعليم الديني)، حيث امتازت الموصل في القرن التاسع عشر بوحدة الثقافة العامة والمعرفة الادبية، وركز الفصل على رجالات الأسرة المتخصصين في العلوم الدينية وإسهاماتهم في إنارة المجتمع بآرائهم وأفكارهم وطروحاتهم.في حين جاء عنوان الفصل الثالث، (إسهامات أسرة آل الفخري في النظام القضائي في الموصل خلال القرن العشرين)، الذي كرس لإيضاح جهود خمسة من ابرز قضاة الأسرة وإسهاماتهم الفقهية والفكرية، والتركيز على ابرز الشخصيات التي شغلت منصب القضاء وأعمالهم ووظائفهم التي شغلوها.اما الفصل الرابع، فحمل عنوان (النشاط الثقافي والادبي لاسرة آل الفخري منذ القرن الثامن عشر وحتى القرن العشرين) متناولاً لجهود 8 من ابرز الادباء والمهتمين بالخط العربي والادب والشعر والفنون في اسرة آل الفخري.فيما ختم الفصل الاخير وهو الخامس بعنوان (الاسهامات العلمية والتطبيقية لأسرة الفخري منذ القرن الثاني عشر وحتى القرن العشرين) مسلطاً الضوء على جهود 12 شخصية في التخصصات العلمية والاكاديمية والهندسية والتربوية، ممن قدموا خدماتهم للمجتمع الموصلي والعراقي حتى مطلع القرن العشرين. وقد ختم الكتاب بالخلاصة والملاحق وقائمة المصادر.ولابد من الاشادة بالجهود التي بذلها الباحث ثامر شاكر البدراني في التنقيب والبحث في تاريخ الاسرة وفي اطار عنوان البحث الموسوم (اسرة آل الفخري ودورهم الثقافي في الموصل 1743-2000). وتم تحديد سنة 1743 وهي الفترة الخصبة في تاريخ الموصل وهي صفحة لامعة في الدفاع عن ثرى الوطن. ضد الهجمة الشرسة التي قادها نادرشاه. اذ برزت فيها شخصية المفتي يحيى افندي الفخري في المراسلات التي جرت بين الطرفين، وبما ان عطاء اسرة آل الفخري لما يزل حتى الان. فقد تم اختيار سنة 2000م لانتهاء الفترة موضوعة البحث. اذ تنوعت مصادر الموضوع بين المخطوطات والسجلات والأوراق الشخصية، والوثائق غير المنشورة، وأخرى رسمية، فضلاً عن الصحف والمقالات والأبحاث والرسائل والاطاريح الجامعية، والمقابلات الشخصية. فكانت جهود الباحث مكللة بالظفر، إذ أبدى أفراد أسرة آل الفخري تعاوناً منقطع النظير، كيف لا والموضوع يتعلق بأسرتهم، وبشكل خاص السيد محمد توفيق نعمان الفخري، الذي لم يدخر وسعاً في تقديم كل ما بحوزته من معلومات واوراق وسجلات تتعلق بتاريخ الاسرة وانشطتها المتعددة.وفي الحقيقة فان الموضوع المبحوث تجنب الخوض في الجانب السياسي مكتفياً بالعطاء الثقافي للأسرة، والذي ميزها في عموم نتاجاتها على مر التاريخ الحديث والمعاصر، اذ تم حصر (40) شخصية تنوعت اساليب نتاجاتهم في مجالات الحياة المتعددة.انني على يقين بأن القارئ الكريم، سيجد في هذا الكتاب الفائدة المتوخاة منه، وهي متعة القراءة والاطلاع على صفحات من تاريخ اسرة عريقة في مدينة الموصل، يمثل تاريخها جزءاً من تاريخ مدينة الموصل العام. متمنياً للباحث ثامر شاكر محمود البدراني كل التوفيق في حياته العلمية.