3 يوليو، 2013

أ.د. ذنون الطائي لجريدة الزمان الطبعة الدولية (موسوعة عمر الطالب رغم هانتها كانت منطلقاً ريادياً

نشرت جريدة الزمان الطبعة الدولية لقاءاً موسعاً مع أ.د. ذنون الطائي ، تناولت موضوعات علمية وثقافية عدة من خلال الحوار الذي أجراه معه الصحفي سامر إلياس سعيد في محاور تتعلق بأنشطة مركز دراسات الموصل وموسوعة أعلام لموصل في القرن العشرين والاصدارات المتنوعة والعلاقات مع المراكز المناظرة وقضايا في التاريخ الحديث والمعاصرمحاور شتى كانت ضمن فقرات حواري مع الدكتور ذنون الطائي مدير مركز دراسات الموصل ولعل اهم تلك الفقرات التي كانت بذرة أولى للحوار هي تبني مركز دراسات الموصل لضرورة اختيار يوم للاحتفال بالمدينة كأقرانها من المدن التي تسعى للحفاظ على تاريخها وحاضرها من خلال الإسهام بتحديد يوم معين يتم فيه اقامة أنشطة تتضمن مهرجانات تسهم في لحفاظ على ارثها الحضاري والتاريخي بالإضافة الى المحافظة على تراث وفلكلور المدينة وهي من اهم المرتكزات التي يتبناها مركز دراسات الموصل والتي تتجسد باحتضانه في إحدى مرافقه لمتحف التراث الشعبي والذي يحكي عبر العديد من أروقته ليوميات أهالي المدينة وجوانب من أعمالهم التراثية التي اندثر بعضها والبعض الأخر مازال محتفظا بهويته ولعل الاحتفال بيوم الموصل كان أولى الأسئلة التي طرحتها على الدكتور الطائي فأجابني
حقيقة ان الموصل معروفة بتسميتها الشائعة وهي أم الربيعين لذلك أرى ان تخصيص يوم للاحتفال بالمدينة لابد ان يكون متزامنا مع قدوم فصل الربيع واعتقد ان الأول من شهر آذار هو موعد مناسب للاحتفال بيوم الموصل خصوصا وان شهر آذار يرتبط بذاكرة الموصليين عبر أزمنة غابرة وحاضرة بقدوم شهر الخيرات وتفتح الأزهار وانشراح النفس والبهجة لدى كل أطياف المدينة مما يدفع بأهالي مدينة الموصل للخروج الى الفيافي وتنظيم السفرات التي تقترن بالربيع وأضيف بالنسبة للمقارنة مع اغلب الدول التي تختار أيامها بالاعتماد على ارتباط ذلك اليوم بذكرى أو حادثة فانا شخصيا أميل الى مطلع شهر آذار للأسباب التي ذكرتها ودعوتي تنطلق من باب الاعتزاز بالطبيعة كما هو الحال كما كانت تشهد الموصل أيام انطلاق مواكب مهرجان الربيع والتي كانت تتزامن مع أيام شهر نيسان تيمنا بحلول فصل الربيع.
مثري العاني
تابعت في الأيام السابقة من على صفحات جريدة الزمان نقدا دونه الدكتور سيار الجميل حول موسوعة إعلام الموصل التي وضعها الدكتور عمر الطالب والتي نشرها مركز دراسات الموصل قبل ان توافي المنية الدكتور الطالب وفيما ذكر الدكتور الجميل في منطلق انتقاده انه رمى الكرة بملعب المركز لعدم سعيه بفحص الموسوعة والإقرار بحتمية نشرها لضمها العديد من الأخطاء والهنات خصوصا بما يتعلق بشخصيات وإهمالها لشخصيات أخرى فما تعليقك على ما كتبه الدكتور الجميل عن الموسوعة؟
في الحقيقة ان موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين والتي وضعها الدكتور عمر الطالب تعد من افضل ما كتب من الموسوعات خلال الفترة المنصرمة والتي تتعلق بالتاريخ الحديث ولم يسبق ان كتب أو كتبت موسوعة عن الموصل تحديدا وتناولت اعلامها في القرن العشرين سوى هذه الموسوعة مع العلم بان الموسوعة المذكورة قد شابها العديد من الأخطاء والهنات من قبل واضعها الدكتور عمر الطالب وأود الإشارة الى الموسوعة وقبل ان تطبع عرضت على خبراء متخصصين في التاريخ والأدب وابدوا ملاحظاتهم عنها وبناء على تلك الملاحظات تم نشرها ونشرت لأنها كانت الموسوعة الفريدة من نوعها في تلك الفترة وانا شخصيا اعتبرها البداية لموسوعات أخرى يمكن ان تكون أكثر شمولا مما جاءت به موسوعة الراحل الدكتور عمر الطالب.
وهل يمكن ان نعد محاولات البعض للاستدراك على ما تم نشره من موسوعة الدكتور الراحل عمر الطالب من كونها تلبي رغبة البعض بإنصافهم واعتبارهم من اعلام المدينة بعد ان أهملتهم الموسوعة المذكورة؟
اعتقد انك تشير الى الأستاذ مثري العاني الذي قدم مستدركا حول هذه الموسوعة وأتمنى من الاخرين الذين يمتلكون الرغبة بإكمال مشوار ما بدأه الراحل عمر الطالب بانجاز موسوعة شاملة وكاملة لكل من هم اعلام في هذه المدينة.
وماذا عن مبادرات المركز بما يتعلق بنشر الارث التاريخي للعديد من اعلام الموصل كما بادر في وقت سابق بنشر كتاب ضم شهادات وكتابات عن الأديب أنور عبد العزيز فضلا عن كتاب وثق بعض كتابات الصحفي الراحل عبد الوهاب النعيمي؟
في العام الماضي بادر المركز بإصدار 12 كتابا وتناولت هذه الكتب تخصصات مختلفة منها ما هو ثقافي وحضاري وتاريخي والمركز جاد بتبني أي دراسة تتناول إحدى شخصيات المدينة او جزء من تاريخها أو في أي مجال يتعلق بحضارة وتاريخ هذه المدينة.
رواد المدينة
قام المركز مؤخرا وفي سعيه للاحتفال برواد المدينة ممن تركوا بصماتهم على الواقع الثقافي والإبداعي للمدينة ، كيف يجري تقييم هذه النخب وعلى اية معايير يتم اختيارهم للتكريم السنوي الذي يعد من التقاليد التي يحرص المركز على إقامتها؟
منذ خمس سنوات بادرنا الى تكريس تقليد جديد يقوم على اساس الاحتفاء برواد مدينة الموصل وفي شتى ضروب الإبداع ومنها المجالات العلمية والفنية والطبية والرياضية وتقوم آلية التكريم على منح المكرم درع الإبداع على اساس ريادته في أي مجال من التي ذكرناها انفا وممن تركوا بصمة في تخصصاتهم ونتاجاتهم الإبداعية وهكذا نتمنى ان نكرم كل الرواد ومن بعدهم من اعقبهم من الشباب.
أتابع من خلال الشبكة العنكبوتية تألق بعض المواقع الالكترونية ممن تتخصص في إضاءة جوانب من تاريخ المدينة وماضيها ،كيف ترى نشاط تلك المواقع ومدى إسهاماتها في الجوانب التي تعنى بتوثيق الكثير من التاريخ الحضاري للمدينة ؟
في هذا الإطار ومنذ سنوات سعينا الى فتح نوافذ ومد جسور مع المجتمع للإطلالة من خلال وسائل متعددة منها دعوة المثقفين والكتاب بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات التي يقيمها المركز فضلا عن كتاباتهم التي تنشرها مجلة موصليات ونشرة اضاءات موصلية كما إننا نسعى على الدوام للمساهمة في المواقع الالكترونية التي تعنى بماضي الموصل بالعديد من الدراسات والمقالات التي تضيء جوانب متعددة من تاريخ وتراث مدينة الموصل وانا شخصيا أساهم بعدد من هذه المواقع بالنتاجات والمقالات المعرفية عموما.
لكن من خلال هذه المواقع وسواها من وسائل الإعلام تبرز بين الحين والأخر بعض الرؤى المغايرة تجاه أحداث شهدتها المدينة ، كيف يتعامل المركز إزاء تغاير تلك الوجهات مع الثوابت التي يلتزم بها إزاء ما يضطلع به من مقالات وبحوث ودراسات أكاديمية ؟
في مركز دراسات الموصل نحن نسير على هدي خطة علمية أكاديمية تضم العديد من الأنشطة والفعاليات التي تتعلق بالتاريخ والأدب وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم الأساسية أما فيما يتعلق بالتاريخ والنظرة الى التاريخ المعاصر بالتحديد فكل ما يكتب من أحداث يومية يعد تاريخا معاصرا والأمم وكل الأمم تسعى بين الحين والأخر الى إعادة تقويم مراحلها التاريخية وفق المعطيات التاريخية المعاصرة وهذه المساعي ربما تأتي لتصحح النظرة لبعض المفاهيم وتستفاد من المعطيات ودروس التاريخ في فهم الحاضر واستشراف المستقبل.
الى أي مدى تسهم الاطاريح العلمية في منح تصورات أخرى لتاريخ الموصل ولأي افاق يمكن ان تسعى تلك الدراسات في الارتقاء بواقع عمل مركز دراسات الموصل ؟
انا لاانكر ما لحاجة التاريخ المحلي في مدينة الموصل الى المزيد من البحث والتنقيب في أوجهه السياسية والاجتماعية والاقتصادية وجامعة الموصل كمؤسسة علمية أكاديمية ترفد سنويا المكتبة الوطنية والعربية بالعديد من الرسائل والاطاريح الجامعية التي تثري تاريخنا المحلي وانا شخصيا اشرف على عدد من رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراة التي تتعلق بتاريخ المدينة فضلا عن قيامي بالقاء المحاضرات على طلبة الدراسات العليا وهذه المحاضرات تتعلق بتاريخ الفكر وتاريخ النهضة في مدينة الموصل وهناك تواصل ما بين المركز وأقسام التاريخ في كليات الجامعة الى جانب صلات المركز مع المراكز المناظرة لنا داخل وخارج العراق.

مشاركة الخبر