5 يونيو، 2023
عقد حلقة نقاشية
ضمن سلسلة الحلقات النقاشية التي يقيمها مركز دراسات الموصل قدم أ.م.د. محمد نزار الدباغ رئيس قسم الدراسات الأدبية والتوثيق في مركز دراسات الموصل ملخص بحثه الموسوم : (الرحلة العلمية لمتصوفة الموصل والواردين اليها بين القرنين ٦-٧ه/١٢-١٣م) وذلك يوم الاثنين الموافق ٥ حزيران ٢٠٢٣ في تمام الساعة ١٠ صباحا في مبنى المركز وبحضور جميع اساتذة مركز دراسات الموصل .
وتبرز اهمية البحث في محاولة لاحصاء متصوفة الموصل والواردين والزائرين لها بما تيسر للباحث جمعه من بطون الكتب .
اشتمل الحيز الزماني للبحث حصر المتصوفة الذين انطلقوا من الموصل الى الحواضر والامصار الاسلامية او من دخلها قادما من المدن والاصقاع المختلفة خلال المدة المحصورة بين القرنين ٦-٧ه/١٢-١٣م وذلك لان المتصوفة في هذه الفترة كانوا اكثر عددا واغراض التصوف من خلال رحلاتهم كانت اكثر وضوحا فضلا عن ان مقاصد التصوف اشتملت على اوجه عدة جاء ذكرها في المصادر القديمة والتي ارخت سيرهم وتصوفهم .
اما الحيز المكاني فقد ركز على مدينة الموصل والتي اقترن ذكرها بالنصوص التي ترجمت للمتصوفة سواء كانوا من اهلها او من الزائرين والوافدين اليها .
وقسم البحث الى مقدمة وخاتمة ومبحثين ، ركز المبحث الاول على تناول متصوفة القرن ٦ه / ١٢م ، على ان المبحث الثاني ركز على متصوفة القرن ٧ ه / ١٣م .
اما منهج الباحث في هذا البحث فقد عمد الباحث الى ذكر اسم المترجم له مقدما لقبه الذي عرف به ويليه اسمه الاول فسنة وفاته ثم دراسته على ابرز شيوخ عصره او من تأثر به ممن لهم صلة بالتصوف وذكر اهم مؤلفاته، فبيان خط الرحلة العلمية واخيرا الغرض من التصوف مما له صلة بهذه الرحلة .والحق بالبحث مجموعة من الخرائط التي تمثل بسمة عامة رحلات الوافدين الى المدينة او الخارجين منها الى الامصار والمدن الاخرى فضلا عن بعض الجداول والاحصائيات المتعلقة باعدادهم وهم ٢٨ شخصية منهم ثمانية من الموصل وعشرون من خارجها ، فضلا عن بعض الصور لاشهر البلدانيات التي زارها المتصوفة او اعتكفوا فيها مثل مقبرة المعافى بن عمران الموصلي وجبل قاسيون بدمشق وجبل المقطم بمصر.
مرتبين في المبحثين حسب الاسبقية في سني الوفاة .
ودعت الحاجة لاستخدام بعض المصادر والمراجع الحديثة مما تحصل عليها الباحث اثناء البحث والتقصي في المكتبة المركزية بجامعة الموصل ومكتبة مركز دراسات الموصل او من خزانته الشخصية والتي اعانت الباحث في التعريف ببعض المصطلحات المتعلقة بالتصوف واشهر اعلامه ورحلاتهم .
كانت اكثر الامصار والمدن ذكرا من خلال الاشارات التي وردتنا في البحث الموصل فبغداد وواسط ثم اربل بالدرجة الاساس يليها همذان ونيسابور والقاهرة ودمشق والاسكندرية وحلب وبيت المقدس فالمدينة ومكة ومدن وبلدات اخرى ، اما اكثر الاقاليم ورودا في البحث فهي بلاد الشام ومصر وغيرها.
وخلص البحث الى عدد من النتائج ولعل من اهمها :
-كانت الرحلة من الموصل الى بغداد احدى السمات الاساسية للمتصوفة سواء كانوا من الموصل او خارجها وبدرجة اقل بين الموصل وواسط والموصل وأربل(أربيل)فضلا عن تكريت .
-كانت الرحلات العلمية للوافدين اكثر سعة من حيث الرقعة الجغرافية التي قطعها المتصوف والمدن التي زاروها ومنها الموصل .
-تعددت ابعاد التصوف من خلال رحلات المتصوفة فاشتملت على لبس خرقة الخضر وكذلك زيارة مراقد الاولياء والصالحين فضلا عن ملازمة شيوخ العصر من المتصوفة لاسيما المشهورين منهم مثل محي الدين بن عربي والشيخ عبد القادر الجيلاني .
– ظهرت لدى البعض من المتصوفة اهتمامات بتأليف الكتب في مجال التصوف .
-كانت وصايا بعض المتصوفة ان يدفنوا في مقابر الصالحين لاسيما مقبرة المعافى بن عمران الموصلي وغيرها .
اتخذ بعض المتصوفة من دورهم اماكن موقوفة على الصوفية وهذا ما نلاحظه عند مجد الدين بن الاثير الجزري الفقيه والمحدث الموصلي المشهور الذي حول داره الى مأوى للمتصوفة .