18 ديسمبر، 2024
اليوم العالمي للمهاجرين
في 4 كانون الأول/ ديسمبر من عام 2000، أعلنت الجمعية العامة يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر يوماً دولياً للمهاجرين بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين في العالم، وفي مثل هذا اليوم كانت الجمعية العامة قد اعتمدت الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم وفق القرار رقم (158/45). منذ عام 2014، لقي ما يقرب من 70 ألف مهاجر حتفهم أو اختفوا على الطرق البرية والبحرية، ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. وتمثل كل حالة وفاة مسجلة شخصًا أثرت خسارته بشدة على أسرته وتردد صداها في جميع أنحاء المجتمعات. هذه أزمة إنسانية صامتة، وهي أزمة يمكننا حلها. ويقدم التقرير الثالث للأمين العام للأمم المتحدة بشأن تنفيذ الاتفاق العالمي من أجل الهجرة توصيات رئيسية بشأن تقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين المنكوبين وتعزيز التعاون بشأن المهاجرين المفقودين، بما في ذلك مقترحات ملموسة لمنع المهاجرين من الموت أو الاختفاء، وتعزيز جهود البحث والتحديد، ودعم الأسر المتضررة، وتوفير العدالة والمساءلة والإنصاف، وجمع البيانات عن حالات وفاة المهاجرين واختفائهم، وتبادل بيانات التنبؤ بالهجرة لتحسين المساعدة الإنسانية.
كما يمنحنا اليوم العالمي للمهاجرين فرصة خاصة لتسليط الضوء على المساهمات القيمة التي قدمها ملايين المهاجرين في مختلف أنحاء العالم. وهو أيضًا يوم لتسليط الضوء على البيئة المتزايدة التعقيد التي تحدث فيها الهجرة. وتستمر الصراعات والكوارث المرتبطة بالمناخ والضغوط الاقتصادية في دفع ملايين الأشخاص إلى ترك ديارهم بحثًا عن الأمان أو مجرد الفرصة. والهجرة ظاهرة عالمية ناجمة عن عوامل كثيرة أبرزها التطلع إلى العيش في ظروف تصون الكرامة وتضمن السلامة، وفي أجواء يسودها السلام. ويصعب على المرء دائماً أن يهجر موطنه، وأن يتخذ هذا القرار العسير الذي يُعّد بداية رحلة محفوفة بالمخاطر في معظم الأحيان ومميتة أحياناً. ومع ذلك، إلى جانب هذه التحديات، هناك قصص عن المرونة والتقدم والأمل. حيث تحمل الهجرة الآمنة والمدارة بشكل جيد إمكانات غير عادية. يلعب المهاجرون أدوارًا حاسمة في أسواق العمل، وسد فجوات المهارات، ودفع الابتكار وريادة الأعمال، ومعالجة التحديات الديموغرافية في المجتمعات المسنة. يعزز المهاجرون النمو الاقتصادي ويوفرون شريان حياة للأسر والمجتمعات في الوطن، مما يدفع التنمية.
ونحن في مركز بناء السلام والتعايش السلمي في جامعة الموصل ندعو للمضي قدماً في المساعي الرامية إلى الوفاء بما يتعلق بالهجرة من التعهدات التي تعمل على تقليل معاناتهم وتحسين ظروف معيشتهم ودمجهم في المجتمعات الجديدة ومعالجة كل الأسباب التي تدفع الى ظاهرة الهجرة والعمل على تحقيق السلام والوئام من أجل حماية الافراد في واستقرارهم في مجتمعاتهم.