3 مارس، 2025

ورد حديثاً:

كتابي (شعرية النحت في الصخر: قراءة نقدية في شعر علاء حامد السيد نجم) للمؤلف الدكتور محمد جواد حبيب البدراني وكتاب (لوح الشجر القديم) للمؤلف السيد علاء حامد السيد نجم/ عضو الأمانة العامة للاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق، الكتابين من اهداء السيد علاء حامد السيد نجم، والمكتبة تثمن هذه المبادرة القيمة من قبله والتي تسهم في رفد المكتبة، يحمل كتاب شعرية النحت في الصخر دراسة نقدية معمقة في التجربة الشعرية للشاعر علاء حامد السيد نجم، الذي ينهل من معين القصيدة العربية الكلاسيكية، متبعًا نهج عمود الشعر في بناء قصيدته. يعكس الشاعر في شعره صلابة المفردة وجزالة التعبير، مستلهمًا أسلوب الفرزدق في انتقاء الكلمات ذات الصلادة والقوة، ما يجعل قصيدته أشبه بنحت في الصخر، كما وصف القدماء شعر الفرزدق.
ويُبرز الكتاب اهتمام الشاعر بالمطولات الشعرية، مما يدل على تمكنه اللغوي وقدرته على توظيف القوافي بما يخدم النص دون تكلف. كما يتناول التزام الشاعر بالرسالة الأخلاقية والاجتماعية للشعر، إذ يعكس في قصائده القيم العربية الأصيلة، وقضايا الأمة، والواقع المعاصر، رافضًا الانزواء خلف العواطف الذاتية أو الهروب إلى التجريدية الجمالية البحتة.
يقسم الكتاب إلى أربعة فصول، يناقش الأول منها شعرية العتبات النصية، حيث يحلل العناوين والمقدمات وأثرها في تشكيل المعنى العام للديوانين موضع الدراسة. أما الفصل الثاني فيتناول الإيقاع الشعري، مبرزًا التزام الشاعر بقصيدة الشطرين، وتنوع قوافيه، والإيقاع الداخلي في شعره. ويركز الفصل الثالث على شعرية الصورة الشعرية، مستعرضًا تنوع الأنماط التصويرية في شعره. بينما يسلط الفصل الرابع الضوء على اللغة الشعرية، متناولًا المعجم الشعري للشاعر الذي يعكس تأثره بالتراث العربي والبيئة البدوية.
يرى المؤلف أن شعر علاء نجم يتميز بتوازن بين الصلابة والوجدانية، حيث يجمع بين الحماسة والفخر والالتزام الوطني، وبين الرقة العاطفية والاحترام للمرأة والقيم الإنسانية. كما يلفت إلى أن هذه الدراسة تقدم رؤية تحليلية موجزة دون إسهاب، بهدف إضاءة الجوانب النقدية في شعر الشاعر، وفتح الباب لدراسات أوسع مستقبلاً.
كتاب “شعرية النحت في الصخر” إذن هو محاولة نقدية لاستكشاف تجربة شعرية أصيلة، تجمع بين روح التراث وملامح الحداثة، وتؤكد على دور الشعر في التعبير عن هموم المجتمع وقضايا الأمة.
الطبعة الأولى: 2025م، عدد الصفحات، ١٧١ ص.
اما الكتاب الثاني:
يقدّم فيه القاص علاء حامد السيد نجم في مجموعته القصصية “لوح الشجر القديم” تجربة سردية تجمع بين القصة القصيرة جدًا والقصة القصيرة، من خلال ست عشرة قصة تعبّر عن واقع الحياة في مدينة الموصل وما حولها، مستندة إلى الأحداث التاريخية والاجتماعية والثقافية التي عاشها القاص أو سمعها من والده وجده. تتناول المجموعة مواضيع متعددة، منها التقاليد، الأخلاق، الجوع، الفقر، الاحتلال الأمريكي، والوفاء في عالم الإنسان والحيوان.
أقسام المجموعة:
1- القصة القصيرة جدًا (9 قصص):
اعتمد القاص في هذه القصص على التكثيف والإيجاز والتأثير السريع، مع لحظات مصيرية تغيّر في الشخصيات وتكشف عن مغزى القصة. تتميز هذه القصص بالتركيز على اللغة الموحية والصور الفنية والمواقف الحياتية العميقة. ومن أبرزها:
• “علمتني كلبة”: درس في الصبر والتضحية من كلبة تدافع عن جرائها رغم الأذى.
• “عباءة جدي”: التمسك بالقيم والإيمان في مواجهة الصعاب.
• “التلميذ الفأرة”: الإصرار وعدم اليأس في سبيل النجاة.
• “الفرس”: قصة وفاء فرس عادت إلى صاحبها بعد سرقتها.
• “السارق المحترم والكبش ذو القرون الأربعة”: تصوير للجوع والمجاعة في الموصل، حيث يسرق رجل كبشًا ليطعم أطفاله.
• “الدرويش”: قصة مجذوب موصلي رحل إلى تركيا.
• “إذا أنت أكرمت الكريم ملكته”: درس في الكرم وأثره العميق.
• “والدي المحموم”: رحلة صعبة يتغلب فيها الأب على المرض بالإرادة.
2- القصة القصيرة (7 قصص):
تمتاز هذه القصص بالاهتمام بالتفاصيل والشخصيات، مع عرض متدرج للأحداث حتى بلوغ العقدة والحل. تسلط الضوء على قيم المجتمع والصراعات الإنسانية، ومنها:
• “الراعي”: قصة عن الحب الذي يتجدد في الآخرة بعد الفراق في الدنيا.
• “أمي جميلة”: مربية الراوي ومثال للإنسانية الحقيقية.
• “ما هكذا تورد يا سعد الإبل”: تصور الاحتلال الأمريكي وأثره على الموصل.
• “درس الوفاء”: تجسيد لوفاء العصفورة التي فقدت عشها وعائلتها.
• “حتى بصق الشيطان في قدر الحليب”: صراع الخير والشر في بيئة البادية.
• “الهدية الأصيلة”: قصة مهرة أصيلة تعاني لكنها ترفض الاستسلام.
• “أهذه حكمة الحمير يا دعبول”: قصة تراثية تعكس حكم البادية الموصليّة.
أهمية الكتاب:
تُعد “لوح الشجر القديم” تجربة متميزة في السرد القصصي الحديث، إذ حافظت على التوازن بين الشكل الفني والمضمون، مستفيدة من الإيجاز في القصة القصيرة جدًا، والتدرج في القصة القصيرة. كما تميزت بالرمزية واللغة الشعرية التي أضفت على السرد طابعًا جماليًا، مع ربط الأحداث بعناصر المكان والزمان بطريقة مؤثرة.
خاتمة:
هذه المجموعة ليست مجرد قصص قصيرة، بل هي توثيق لحياة الموصليين، وقيمهم، وتاريخهم، ومعاناتهم بأسلوب سردي مكثف وجميل. وهي إضافة قيّمة للمشهد القصصي العربي، تعكس مهارة القاص في التكثيف السردي والبناء الفني المتقن، مع قدرة على إحياء التراث بأسلوب حديث.
الطبعة الأولى: 2025، عدد الصفحات، ١٢٤ ص.

 

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر