31 ديسمبر، 2018

جواب على مطالعة من الدكتور ليث يحيى الملا

الجامعة طاردة للكفاءات أم كفاءات طاردة لنفسها؟ الدكتور ليث يحيى الملا حسينطالعنا الدكتور ليث في اطلالة مفصلة عنوانها: "جامعة لها من اسمها نصيب، لا طاردة للكفاءات فتخسر المدينة أبناءها"، وتطرق في حديث مسهب عن تعاملاته مع الجامعة، وكيف انقلبت الأمور لصالحه بعد تركه الجامعة، ويقدم المشورة للجامعة بمراعاة العلماء – أمثاله – لا أن تكون طاردة، وفق ما ادعاه. وقد احتفظت الجامعة بسيرة الدكتور ليث من عام 2011 ووجدنا فيها من التناقضات ما لا يحمد نشرها، لكنه استغل الظرف الحالي فقام بنشر الرسالة هذه في أكثر من موقع، مع صورته وصورة لرئيس جامعة الموصل، فآثرنا أن ننشر الحقائق للملأ حتى يطلع الكل على نماذج من المطالبين بحقوقهم والتي يعدومها – حسب رأيهم – أنها مشروعة، والتطرق الى إنجازاتهم الفريدة كرد فعل لإجراء الجامعة تجاه الدكتور ليث. والدكتور ليث لم يتطرق لقصته هذه من أولها، وإنما تحدث من وسطها، وسنروي القصة الكاملة في سطورنا هذه. في 2011 قدم الى داري الأستاذ الدكتور قيس الوتار، الأستاذ في جامعة الموصل/كلية الطب، وبصحبته رجل لا أعرفه، وكنت عائدًا من الحج، وكان وكيلي في العمل هو الدكتور نزار قبع، فاستقبلتهما ورحبت بهما، وعرفني الدكتور قيس بمرافقه الكريم – الدكتور ليث، وبين أن لديه طلبًا، في منحه إجازة لمدة سنة خارج العراق، فقلت له أنه لا توجد ممانعة من ذلك وهي من صلاحية الجامعة، ولماذا لم يقدم الطلب للدكتور نزار قبع، فبين الدكتور ليث أن الدكتور نزار امتنع عن منحه الاجازة هذه، فاستغربت من الأمر، ووعدته بالاتصال بالدكتور نزار للاستفسارحول الأمر، ثم اتصلت بالدكتور نزار واستفسرت عن السبب، فقال لي الدكتور نزار: هل أضاف شيئًا آخر حول إجازته؟ قلت: لا، فاستغرب من ذلك وقال: لست أنا الذي منعت منحه الاجازة، لكن التعليمات لا تجيز منح الاجازة لمن لم يخدم ضعف المدة الدراسية من الموفدين للدراسة خارج العراق، وهو توًا عاد من الأردن، فبينت أنه لم يفصح عن ذلك واكتفى بموقف الدكتور نزار من الأمر وبالرفض. هذه الحادثة لم يذكرها في حديثه، وبناءً على ذلك فقد سافر الى كندا دون أية موافقات تذكر، ضاربًا التعليمات عرض الحائط، المهم أنه سافر دون أية اعتبارات أخرى وهو موظف في جامعة الموصل، ومن دون موافقة الجامعة أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فهو صاحب القرار ولا احترام لعمادته وجامعته ووزارته، فهل يعقل هذا؟ ومن ثم يعود ويطالب بالتعيين والمباشرة؟ وبدأت التوسطات والشكاوى، فطلبت في وقتها سيرة الدكتور ليث التي وصلتني وبقيت في سجلات الجامعة وهي على التحو الآتي: حصل على زمالة مركز الحسين للسرطان من الاردن ليس عن طريق الجامعة او الوزارة وانما بجهود او توصيات خارجية. حصل على اجازة دراسية لمدة أربع سنوات للحصول على شهادة البورد الاردني للأشعة العلاجية في 2006. في 2008 تم تحويل الاجازة الى بعثة وأصبح يتقاضى راتبًا شهريًا من وزارة التعليم العالي وبواقع 1500 دولار ويضاف لها رسوم الدراسة ونفقات أخرى. في 2010 أنهى دراسة البورد لكنه لم يبلغ الجامعة بذلك، وتقدم بطلب تمديد لمدة سنة لادعائه عدم اكمال بحث التخرج للبورد، علما ان دراسة البورد الاردني لا تتضمن بحثًا، ووافقت الجامعة على طلبه. باشر في كلية الطب في كانون الثاني 2011 وتقدم بطلب اجازة براتب تام لمدة 3 أشهر ووافقت الجامعة على طلبه. سافر الى الاردن وعاد وباشر في كلية الطب في 1/9/2011. بعدها تقدم بطلب لمنحه اجازة لمدة سنة كاملة والذي لم تحصل الموافقة عليه. بعد عودته من كندا أبرم عقدًا مع جامعة السليمانية. هذه سيرته الوظيفية، والجامعة أعطت له كل الحقوق، وبالتالي فإنه يتهم الجامعة باتهامات باطلة، والسؤال الآن: لماذا رفض الدكتور نزار قبع – وكيل رئيس الجامعة – في منحه الاجازة هذه؟ هل أن ذلك يقترن بموقف سلبي أم أن التعليمات لا تجيز ذلك؟ هو موظف في جامعة الموصل فهل يحق له ترك الدوام والسفر دون الموافقات الأصولية من الجامعة والسفر الى خارج العراق؟ أين كان هذا من قبل؟ ويعود وهو محمل على جامعة الموصل الطاردة للكفاءات؟ هناك العشرات من الأطباء ممن لم تتح لهم الفرصة خارج العراق ويتمنون أن تتاح لهم مثل هذه الفرص لكنهم حرموا لأسباب كثيرة، وهو تمتع بزمالة في الأردن وحصل على الشهادة، ويطمع المزيد؟ الظاهر أنه لا يفهم أن العقود التي انتقد مضمونها أن جامعة الموصل لا دخل لها، فصيغة العقد معدة من الوزارة، وهي تنطبق على طلبة جامعات العراق ككل وليس على طلبة جامعة الموصل، فلماذا هذا التجاهل؟ العديد من الأمور قام بها وحقق مكاسب مالية لحسابه الشخصي دون أن يشعر الجامعة بذلك، وكل طلباته محفوظة لدينا في ملفه الشخصي، ولم نكن نعلم بها في حينه. في استعراضه ما حققه بعد إنهاء خدماته في الجامعة كان مثار إعجاب، ما يعني أن يقتدي كل العلماء بفعله هذا، في أن ترك العمل في الجامعة ستكون له عواقب ايجابية – كما وضح ذلك في رسالته. لقد قامت الوزارة في السنتين الاخيرتين في الحد من ظواهر الانفلات لطلبة البعثات والاجازات الدراسية خارج العراق، وبخاصة للذين يحاولون البقاء في الخارج وعدم العودة الى الوطن، ورفضت كل الطلبات وأعطت مهلة 3 أشهر، بعدها يعود الطالب الى جامعته، وبالعكس يحمل الكفيل كل التبعات المالية. وبالمناسبة فقد استقبلت جامعة الموصل العديد من الموفدين في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والهندسة والكليات الأخرى، ولم تحاول طرد أي منهم – كما أوضح الدكتور ليث – وقد كان لهم الدور في الاضافات العلمية التي قدمت لوطنهم وجامعتهم.أّما أن تستغل الظروف الحالية في الكتابات تحت مفهوم الحرية السائبة، وكسب العواطف والأهواء وعلى نحو لا يرضاه الله تعالى، وبخاصة عندما يكون ذلك مقترنًا بالآيات الكريمة والعبارات الرنانة، فإن الله تعالى قد بين في آياته بقوله: ….فتبينوا ….." وأن المؤمن محاسب على أقواله كما يحاسب على أفعاله، وعندما كانت الجامعة تتلقى طلبات فإنها كانت على ثقة من صدق الطلبات – كالتي تقدم بها الدكتور ليث – كما أنه اتهم د نزار قبع برفضه الطلب، وهو لم يكتب ذلك ولم يذكر الحادثة في مطلع حديثه، وهل يعقل هذه؟ الخلاصة: من الذي طرد الدكتور ليث؟ لا أحد، وإنما هو الذي طرد نفسه، وفضل مصلحته الشخصية على مصلحة بلده الذي أوفده للدراسة في الأردن ومنحه امتيازات خاصة يصعب على العديد من طلبة جامعة الموصل من الحصول عليها، وبالتالي يود التمتع بمنحة أخرى والتي لم تحصل الموافقة عليها بحكم التعليمات الوزارية ليسافر ويقضي سنة كاملة دون موافقة الوزارة والجامعة والكلية، ثم يتهم الجامعة بأنها طاردة للكفاءات ، ما يعني أن على الطلبة هي التي تقدر الأمور في السفر والدراسة على رغم أنف الجامعة والوزارة، فأين يحدث هذا؟ وفي أية مجتمعات؟ وأخيرًا لماذا لم يلجأ الى الوزارة وتقديم شكوى على الجامعة الطاردة للكفاءات؟ وهو صاحب حق، والوزارة من دون شك ستنصفه في ذلك، لكنه لم يفعل. هذا ما وددنا ذكر

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر