6 مايو، 2020

نوستالجيا الامل

على اطلالك اقف بساقي المعطوبتين التي لا تقوى على الوقوف كأن عدوى العطب تستشري فيَّ,سأرتمي جالساً قرب تلك الزهرة لأشاهد صرحكِ المعطوب.ذكرى الم على ما اقترفت أيديهم بكِ ايتها الأبية,دواعشٌ لم يشبعوا شهوة اجرامهم حتى اختتموا بمائدتكِ عشائهم الاجرامي الاخير..ستتكأ روحي على جدار الزمن الماضي لأسمع صوت النوستالجيا العذب لأستجلب تلك الايام من حياتي التي استثمرتها في رحاب المكتبة المركزية…في سنة الألفين و اربع من بعد الميلاد كان الميلاد الآخر .ميلاد نبضي الذي ترعرع الى عشق ازلي لتلك المكتبة البهية.ادراكُ آخر لحيثيات اخرى للعشق)ان تعشق الروح الاماكن كعشقها للاشخاص كأنها كائن حي يلملمك من شتاتك)خطواتي الاولى المتجهة نحو العمل الوظيفي الجاد,و النهل من نهر المعرفة و المعلومات,واستنشاق عبق الاوراق العتيقة الصفراء المنبعث من أروقتها الضيقة و رفوفها المثقلة بالكتب.بالقلق والحماس الذي أحمله امارس عملي هناك,حيث تتلمذتُ على يد اساتذتي و اقمتُ صداقات عميقة القيمة بقصر تلك المدة.تعلمت الارتقاء بالذات من قاع الجهل الى سماء المعرفة..اصدقائي و زملائي في تلك المكتبة العريقة,,اقلبُ صورهم و استذكر تسجيل تصويري طويليعيد الى ذهني من كل حين و في كل حين, من حديثهم و عملهم و جمالهم.مكتبة ترى في باطنها خليةُ نحل من الاساتذة و الموظفين و العاملين دؤوبي الحركة المتفانين دوماًمنتصرين على التعب مفيدين للمريدين العلم.على محدودية الفترة التي عشتها هناك اسميتها بعصري الذهبي, و انا اتأمل بالاطلال ليكن ثيمة من امل بإِن تستفيق مكتبتنا من الكابوس الاظلم الذي عشناه و تستعيد رونقها بإيام تُسَطر في ذاكرة التأريخ الغير قابلة للمحو او النسيان.حيدر قاسم يحيى / بكالوريوس اداب / لغة فرنسيةمترجم اقدم في كلية الآداب / جامعة الموصل#المكتبة_في_قصة#المكتبة_المركزية

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر