5 مارس، 2025
ورد حديثاً:

كتاب (وطنٌ وجدليةٌ وألسنةُ لهبٍ) للمؤلفة الدكتورة رجاء صالح الجبوري، تدقيق الدكتورة رفل حازم خليل/ مديرية تربية نينوى/ اعداديه الفاو للبنات والمكتبة تثمن هذه المبادرة القيمة من قبل الدكتورة رفل التي اهدت الكتاب والذي يسهم في رفد المكتبة، هذا الكتاب الطريقة التي نستحضر بها الماضي، ونصوغه بوعيٍ مُنتقٍ، يجعله أكثر نقاءً وأقلَّ قسوةً مما كان عليه في حقيقته. يناقش الكاتب كيف يُعاد تشكيل الذكريات، حيث يتم طمس الآلام وإبراز اللحظات المضيئة، فتتحول الذكرى إلى صورة مُحسّنة، مُنمّقة، أشبه بحكاية تُروى للآخرين وللذات بغرض التخفيف من وطأة الحقيقة.
يطرح الكتاب فكرة أن الماضي ليس كما نرويه، بل كما نودُّ أن يكون، إذ نغمره بمثالية زائفة، فنجعل من الشخصيات أبطالًا خارقين، ومن التجارب الحلوة لحظات خالدة، بينما نُخفي تفاصيل الألم خلف ستار الصمت، وندفن الخيبات تحت طبقات من النسيان المُتعمد.
كما يستكشف الكتاب كيف أن الذاكرة البشرية انتقائية بطبيعتها، حيث لا تحتفظ بكل شيء، بل تلتقط اللحظات التي تُعيد تشكيل هويتنا، مثل الحب الأول، ليالي الحرب، أو لحظة النزوح، بينما تتلاشى التفاصيل العادية التي لم تُستدعَ مرارًا.
من خلال أسلوب أدبي عميق واستعارات مؤثرة، يعكس الكتاب كيف نخلعُ صبغة الحاضر على الماضي، فنتذكر الوجوه كما أصبحت، لا كما كانت، ونعيد رسم الأحداث بفرشاة الزمن، مما يجعلنا نُحنّ إلى ماضٍ قد لا يكون بالحقيقة كما نظنه، بل كما اخترنا أن نحفظه.
إنه كتابٌ عن الذاكرة والحنين والتجميل العاطفي للماضي، عن كيف نروي قصصنا لأنفسنا وللأجيال التالية، وعن السؤال الأهم: هل نشتاق حقًا إلى الماضي، أم نشتاق إلى نسخةٍ أجمل منه؟
الطبعة، الأولى ٢٠٢٥







