28 مارس، 2020

( رؤية مقتضبة لحوارية فلسفية – ادبية )

من خلال قراءتنا لكتاب تم إقتناؤه من جناح دار المدى للثقافة والإعلام والفنون بمعرض أربيل الدولي للكتاب في دورته الماضية الذي يحمل عنوان (نزهة فلسفية في غابة الأدب) وهو من ترجمة وتقديم الكاتبة العراقية المبدعة لطفية الدليمي، نجد أن قراءة ذي الكتاب مسألة لا بد منها لكل متذوقي الأدب ومحبيه وكذا يفعل عشاق الفلسفة بكل تفرعاتها. إذ عملت المترجمة على تقديم ترجمة متميزة وموضوعية لحوارية تلفزيونية بثتها القناة الثقافية للتلفزيون البريطاني بين قطبين من أقطاب الفلسفة والرواية وهم كل من الروائية والفيلسوفة (آيريس مردوخ) والفيلسوف (بريان ماغي) والمعروضة عام 1978. ومن خلال قراءة وهضم محتوى الكتاب الذي تكون من 70 صفحة من القطع المتوسط والذي كان عبارة عن سلسلة من أسئلة نقدية وفكرية نستنتج ان العلاقة بين الفلسفة والأدب علاقة وثقى نشهدها في التضمينات الفلسفية في الكثير من المنتجات الأدبية لبعض أعاظم الكتاب، ونعرف أن بعض الكتاب كانوا أنفسهم فلاسفة محترفين، والأمثلة في ذلك كثيرة، غير أن طبيعة العلاقة وحدودها بين الأدب والفلسفة ظلت حقلاً إشكالياً منذ العصر الإغريقي وحتى يومنا هذا. إذ يبتدئ المحاور محاورته بعبارة اشتملت على فكرة جوهرية لمضمون الحوارية وحملت رأياً قد يثير الكثير من التساؤلات والآراء المؤيدة من جهة والتي تقف على الجانب الآخر من فحواها، إذ تنص تلكم العبارة ( الأدب يوفر المتعة ويفعل الكثير من الأمور، أما الفلسفة فتفعل أمراً واحداً فحسب). وقد قمت بدوري بترجمة ومشاركة هذه العبارة مع مجموعة من محبي الفلسفة والادب ومختصيهما فكان ان تلقيت سيلاً من الردود التي أكدت تجمهر المتلقين بفريقين متبايني الآراء. وإن من جملة ما نستشفه من إجابات مردوخ على تساؤلات محاورها الذكي قولها بحق مزاولي مهنة الكتابة الأدبية والحرفة الفلسفية ( الكاتب الأدبي يترك قاصداً مساحة من الحرية للقارئ لكي تكون ملعباً خاصاً له يستطيع فيها إعادة تشكيل رؤيته الشخصية بشأن ما يقرأ، أما الفيلسوف فلا يمكن (والأصح أن أقول لا ينبغي) أن يترك أية مساحة للقارئ لكي لا يتيح له إعادة تشكيل العمل الفلسفي كيفما تقوده رغباته). ولكوني متذوق لكلا الحقلين، أرى ان الأدب مماثل للفلسفة في شأن كون الاثنين فعاليتين تبتغيان الكشف عن الحقيقة. وفي الختام أدعو جميع محبي الأدب والفلسفة لقراءة هذا الكتاب القيم أملاً بالاستزادة من معلومات وأفكار ورؤى قد تقودنا لفهم جدلية العلاقة بينهما. ولكم من صميم القلب محبة دائمة. ” معتز وعد عبد الهادي القواص “#شاركونا_قراءتكم

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر