3 مايو، 2020

المكتبة المركزية ذاكرة مفعمة بالمحبة و العطاء

قرأت قبل سنتين قصيدة للأديب الأرجنتيني العظيم خورخي لويس بورخيس منشورة في كتابه الموسوم ( كتاب الحبر ) وفي القصيدة يقول إنه يتصور الجنة على هيئة مكتبةبعد أن قرأت قصيدة بورخس التي تحدث فيها أن جنته هي المكتبة كتبت قصيدة تتكامل مع رؤيته وفيها أقول أنني أفهم ما يريد لأن المكتبة كانت جنتي وحلمي منذ خمسين سنة .الى الأن أحن الى تلك الايام المترعة بالمعرفة والكشف والإكتشاف التي كانت توفرها لي المكتبة المركزية في جامعة الموصل ويذكر طلبتي في الدراسات العليا ممن أشرفت عليهم وممن لجأ إلي لإعاونه وهم كثر في وضع الخطة وفي إبداء التحليلات العلميةكنت أتخذ ركنا أجلس فيه معهم وأزودهم بما يسهل أمورهم العلمية .أحسست بشئ يتقوض ويتهدم في داخلي عندما تم تدمير المكتبة المركزية في جامعة الموصل لا بل أحسست بشيء من اليتم وبقبضة من نار تلتهم قلبي ، الإ أن العزاء قد جاء لاحقا عندما هبت الجهات التي تحترم العلم والمعرفة لتشيد من جديد هذا الصرح الحضاري المتمثل في المكتبة المركزية .إن المكتبة المركزية في جامعة الموصل بالنسبة لي تشكل جذرا عميقا وينبوعا رائقا صافيا ومصبا منفتحا متفتحا فاتنا وإني لأحلم وأعتقد أن حلمي سيتحقق في قابل الأيام بأنني وبقية من يجدون أنفسهم في الكتاب سيبحرون في نهر لا بل في بحر المكتبة المركزية لجامعة الموصل ويستردون وجههم الضائع المضيع وهويتهم التي لا يمكن أن تزول أو تطمس ..آه يا مكتبتنا وملاذنا وجسر الخلاص الروحي والعقلي كم أنت قريبة الى قلبي وانت تتجلين وتتألقين مثل سماء تحتضن انوار النجوم .الأستاذ الدكتور نجمان ياسينكلية الاداب / جامعة الموصل#المكتبة_في_قصة#المكتبة_المركزية

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر