15 يونيو، 2020

لننقذ اﻹنسان قبل أن تدق الساعة الخامسة والعشرون

تسرد رواية الساعة الخامسة والعشرون للروائي الروماني قسطنطين جورجيو قصصاً لبعض الشخصيات التي عانت أهوال الحرب العالمية الثانية أبرزها شخصية ” ايوهان مورتيز ” الفلاح الروماني الذي يتعرض للظلم من قبل رجل شرطة في قريته كان يريد التخلص منه بسبب طمعه بزوجته فيعمد إلى إدرج أسمه في قائمة اليهود المرسلين للعمل في معسكرات السخرة مستغلاً تشابه أسمه مع أسماء اليهود رغم كونه مسيحياً في وقت كانت الهوية الإثنية أو الدينية تعد مشكلة كبرى بالنسبة للأقليات العرقية والدينية في أوربا آنذاك لتبدأ من هذه المكيدة الوضيعة رحلة كارثية لأيوهان بين سجون ومعسكرات تعود لجيوش و دول شتى لمدة ١٣ عاماً قضاها في أوضاع مأساوية من دون أن يقترف ولو ذنبا واحداً يستحق بسببه كل ذلك العذاب.تقدم الرواية الكثير من الثيمات فالثيمة الأولى تحمل رثاء لحال الإنسان الذي يضطر لدفع ضريبة حروب عبثية بسبب إنتمائه العرقي أو الديني حتى و لو كان هذا اﻹنتماء قد وجد نفسه فيه عن طريق الخطأ أو المكيدة أو القدر , أما الثيمة الثانية فتتمثل بتدني قيمة الفرد في ظل نظام بيروقراطي دولي صارم لا يقيم وزناً للأفكار و المشاعر الإنسانية بل يكتفي بإختزال الإنسان الى مجرد رقم في إحصائية تدون في السجلات الدولية , في حين تتمثل الثيمة الثالثة بهيمنة الآلة على مناحي الحياة المختلفة وحلولها محل الإنسان الى الحد الذي أصبح فيه الإنسان عبد للآلة بعد أن كان سيداً عليها.إن هذه الرواية بمثابة ناقوس خطر عسى أن ينتبه اﻹنسان لنفسه قبل أن تحل الساعة الخامسة والعشرون وهي الساعة التي ” سيتحول فيها البشر الى أقلية عديمة القدرة على التفكير لا وظيفة لها غير إدارة جحافل الآلات و صيانتها وتنظيفها ” .قتيبة إبراهيم الخفاجيكلية التربية للعلوم الانسانية / جامعة الموصل#شاركونا_قراءتكم

مشاركة الخبر