10 فبراير، 2025
ورد حديثا:

كتابي (الأثر الأجنبي في المسرح العراقي ١٨٨٠-١٩٨٠: دراسة مقارنة) و(كنز النقد وتأويل الناقد: قراءة في مشروع سعيد الغانمي النقدي) للمؤلف: د. ضياء خضير/ متقاعد، والمكتبة تثمن هذه المبادرة القيمة من قبل المؤلف والتي تسهم في رفد المكتبة يتناول الكتاب الاول: تطور المسرح العراقي خلال قرن من الزمان، من أواخر القرن التاسع عشر حتى الثمانينات من القرن العشرين، مع التركيز على أثر التأثيرات الأجنبية في نشأته وتطوره. يناقش المؤلف كيف أن المسرح العربي، ومنه العراقي، كان في البداية مستوردًا من الغرب نتيجة الاحتكاك الحضاري، لكنه تطور تدريجيًا ليصبح أكثر ارتباطًا بالبيئة المحلية.
يبدأ الكتاب بتقديم لمحة عن الأشكال الدرامية الشعبية التي سبقت ظهور المسرح بالمعنى الحديث، مثل التعزية وارتجالات فنون الأداء، التي لم تكن تمتلك نصوصًا مكتوبة أو قواعد درامية واضحة. كما يناقش ضعف الأدب المسرحي العربي قبل دخول المسرح الغربي إلى الثقافة العربية، ويربط ذلك بالتقاليد الشعرية الفردية التي سيطرت على الأدب العربي مقارنةً بالمسرح الحواري في الثقافة الغربية.
يركّز الكتاب على العلاقة بين المسرح العراقي والنصوص الأجنبية، سواء من خلال الترجمة أو الإعداد أو التأليف على نمط غربي. ويدرس بالتفصيل كيف تأثرت المسرحيات العراقية بالنماذج الأوروبية، مثل المسرح الفرنسي والإنجليزي والألماني، حيث ظهر هذا التأثير بشكل واضح في البدايات عبر محاولات الاقتباس والتعريب. كما يتناول الكتاب تطور المسرح العراقي من مرحلة التقليد إلى البحث عن هوية خاصة به، خاصةً مع ظهور كُتّاب مثل يوسف العاني، الذين سَعَوا إلى تقديم مسرح يعكس الواقع العراقي.
ويطرح الكتاب أيضًا الدور الذي لعبته الظروف السياسية والاجتماعية في تشكيل المسرح العراقي، حيث تأثر بمتغيرات مثل الاستعمار، التوجهات الأيديولوجية، والأنظمة الحاكمة. ويفرد المؤلف مساحة لدراسة المسرح السياسي في العراق، وتأثره بالمسرح الملحمي لبريخت، الذي وجد صدًى قويًا في العراق بسبب تركيزه على قضايا اجتماعية وسياسية.
كما يتناول تطور عناصر المسرح الأخرى مثل الإخراج، السينوغرافيا، والتمثيل، والتجريب في المسرح العراقي، ومدى نجاح المسرحيين العراقيين في تطوير أسلوب مستقل يجمع بين التأثير الغربي والعناصر المحلية. ويركز على محاولات المزج بين العناصر الدرامية الغربية والتقاليد العراقية، مثل استخدام الحكاية الشعبية والراوي وأساليب الفرجة التقليدية.
يُبرز الكتاب أيضًا التحديات التي واجهها المسرح العراقي، بما في ذلك القمع السياسي، الرقابة، وعدم استقرار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، مما أدى إلى تذبذب مسيرته، رغم أنه استطاع أن يصبح ظاهرة ثقافية مهمة في بعض الفترات.
و يُعتبرالكتاب محاولة جادة لفهم مسيرة المسرح العراقي وتحليل جذوره الأجنبية والمحلية، ويعتمد على دراسات مقارنة بين النصوص المسرحية العراقية ونظيراتها الغربية. كما يُلقي الضوء على مدى نجاح المسرح العراقي في التعبير عن القضايا الوطنية والاجتماعية، ومناقشة دور المثقف المسرحي العراقي في التفاعل مع مجتمعه وعصره.
2024، عدد الصفحات، 432 ص
بينما يتناول الكتاب الثاني: دراسة نقدية تتناول أعمال الناقد والمفكر سعيد الغانمي، مركّزة على رؤيته التأويلية للنصوص والسرديات، ومدى تأثير ثقافته الموسوعية في قراءاته النقدية. يناقش الكتاب طبيعة العلاقة بين الناقد والنص، وناقد الناقد، مسلطًا الضوء على أسلوب الغانمي في تحليل التراث العربي، خاصة الفكر المعتزلي، والفكر النقدي العراقي خلال القرن الماضي. كما يستعرض تأثره بالمناهج النقدية الغربية، مثل البنيوية وما بعدها، مع تأكيده على أهمية التراث العراقي والعربي في تشكيل الهوية النقدية الحديثة.
الطبعة الاولى 2024، عدد الصفحات، 160ص