25 مايو، 2021

تدريسية من قسم اللغة العربية تشارك في المؤتمر الدولي الدوري الثاني الالكتروني لكلية التربية للعلوم الإنسانية / جامعة البصرة

شاركت الاستاذ المساعد الدكتورة وسن عبد الغني في المؤتمر الدولي الدوري الثاني الالكتروني الموسوم بـ(اللغة العربية ومتطلبات العصر)، والذي أقامته كلية التربية للعلوم الإنسانية / جامعة البصرة، والذي عُقد عبر الفضاء الالكتروني يوم الاحد الموافق 23 أيار 2021، واذ ألقت الدكتورة وسن عبدالغني بحثها الموسوم بـ(وجدان الليل وثقافة النهار قراءة في ديوان المعبد الغريق للشاعر بدر شاكر السياب) ، والذي تناول يهدف هذا البحث الكشف عن موقف الانسان من الليل والنهار وهما ظاهرتان متعاقبتان حياديتان وجزء لا يتجزأ من الزمن الميقاتي، وعلى الرغم من حيادية هذين الوقتين إلا أن الموقف الإنساني منهما غير محايد البتة، لأن الإنسان يبدي موقفه منهما سلبا وإيجابا تبعا لحالته النفسية والشعورية ، وقارئ الأدبيات العربية القديمة يلحظ في أغلبها إعلاء للنهار على الليل بوصفه وقتا جاذبا على عكس الليل الذي يوصف بأنه وقت طارد منبوذ للذات الإنسانية لارتباطه بالرعب وعالم الأشباح والأرواح المخيفة، ولعل ذلك عائد لأسباب فيزيائية تتعلق بطبيعة الليل ذاته، فسدفه المظلمة تشكل حاجزا بين الذات والمحيط ،وعلى الرغم من تطور الفكر البشري وما قدمته الديانات السماوية قاطبة من تحديد للدور الوظيفي لليل والنهار وما أزالته من الأوهام والتصورات التي ألصقت بالليل حصرا- بيد أن المنجز الشعري العربي بقي وما زال على موقفه من الليل، ولذا جاءت مقاربتنا لهاتين الظاهرتين من خلال البحث في وجدان الليل وثقافة النهار معتمدين على رؤية المفكر الألماني اشبنجلر الذي علل تباين الموقف الإنساني اتجاههما والموقف السلبي من الليل إلى مواجهة الذات نفسها ليلا فتنفتح أمامها مشكلة المصير المشغولة عنه نهارا لانشغال الذات بثقافتها النهارية وتواصلها مع الآخرين عبر النشاطات الفيزيائية التي تسودها المجاملة والثرثرة وربما النفاق أيضا ،لذا حاولنا في ورقتنا البحثية هذه الكشف عن موقف الشاعر بدر شاكر السياب من هذين الوقتين في ديوان المعبد الغريق، الذي أصدره السياب عام 1962م ، في مرحلة مرضه الأخير وهو يعاني أشد الآلام ، أي قبل سنتين من وفاته ،والديوان جزء من المرحلة الذاتية التي عاد فيها السياب إلى ذاته ،وكان الحنين موضوعا عاما لقصائد هذا الديوان فاشتمل على ذكريات طفولته ومراهقته وشبابه، وكان للحبيبة نصيب وافر في الديوان ولذا وجدنا الليل وقتا منبوذا عند السياب لأنه يضع الشاعر وجها لوجه أمام ذاته مصورا مأساة الشرط الإنساني على مستويين: أولهما ،المستوى الوجودي وثانيهما ، الصراع الإنساني على المستوى الاجتماعي، فاقتصرنا على النصوص التي تكشف الجانب السلبي لليل ، في حين وجدنا النهار عند السياب في أغلب النصوص وقتا جاذبا لأن السياب يعلي النهار على الليل اعتمادا على الرؤية الشبنجلرية، ولاسيما أننا لم نجد في حدود اطلاعنا دراسة تناولت الموقف من هذين الوقتين في المنجز الشعري العربي والسيابي على وجه الخصوص.و من بعض نتائج هذا البحث ما يأتي:· كشف البحث أن أغلب الثقافات تعلي النهار على الليل لأسباب سوسيولوجية (اجتماعية)، وأسباب إركيولوجية (بيئية) تعدى هذا إلى المستوى الديني الذي جعل للنور إلهاً لأن النهار ظرف زماني يتيح للإنسان ممارسة نشاطاته ، ويبعد عنه التفكير في المصير المحتوم.· كشف البحث أن وجدان الليل يهتم بالجانب العاطفي الوجداني( كالهموم والشكوى والخوف) بوصفه وسيلة المعرفة الرئيسية من الحي إلى الميت ومن الطبيعي إلى الميتافيزيقي ،في حين أن العقل يسود بأحكامه عند قانون النهار (النور).· كشف البحث أن الليل ووجدانه يتعلق بالجانب المظلم (الفناء والموت والعدم)، فالأولوية فيه على الفكر وإعماله في هذا الكون، على العكس من قانون النهار الذي يجعل الفكر أساس الوجود كله، لذا اقترن بالجانب المشرق (الخير والحياة والفرح والبراءة والسمو).· إن فكرة وجدان الليل هي فكرة فلسفة تبناها شبنجلر عندما تحدث عن أطوار الحضارة الأوربية التي ستنتهي إلى طور الاضمحلال والأفول بدلاً من قانون النهار بوصفة المتحكم الأول في أطوار النمو والتطور والنضوج للحضارة.كشف البحث أن وجدان الليل وإن كان يطلق على الحضارة وأفولها فيمكن أن ينسحب على الذات أيضا فيأخذ الجانب السلبي المظلم، عكس ثقافة النهار التي تمثل جانب النمو والتطور للحضارة والإنسان معاً، فالنهار يبرز الإمكانيات بينما الليل ووجدانه يغيب هذه الإمكانيات، فالذات مستغرقة في همومها.ومن الجدير بالذكر ان المؤتمر شهد مشاركة واسعة من اساتذة الجامعات العراقية فضلاً عن الجامعات العربية.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر